2025-10-22 04:01:11
يبدو أن الدعم الإعلامي الذي حظي به غاريث بيل عند عودته إلى توتنهام هوتسبر قد انقلب إلى انتقادات لاذعة، حيث توالت التقارير التي تشكك في جدوى استمرار العلاقة بين النادي اللندني والنجم الويلزي.
فبعد أشهر قليلة من الاحتفاء الكبير بعودة “النسر الويلزي” إلى ملعب وايت هارت لين، ها هي الصحف الإنجليزية تطلق سهام النقد تجاه إدارة النادي لتوقيعها صفقة وصفها الخبراء بأنها “غير مدروسة ومكلفة للغاية”.
كانت عودة بيل إلى توتنهام بعد سبع سنوات قضاها مع ريال مدريد تحمل في طياتها الكثير من التوقعات، حيث تأمل الجماهير أن يعيد اللاعب أمجاده السابقة التي جعلته أحد أفضل اللاعبين في العالم. إلا أن الواقع كان مخيباً للآمال، فالإصابات المتكررة والأداء المتواضع جعلا من عودة بيل نسخة باهتة من الماضي.
الغريب في الأمر أن المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو استبعد اللاعب من التشكيلة الأساسية في المباراة الأخيرة أمام تشلسي، رغم حاجة الفريق الملحة للقوة الهجومية وعدم وجود بدائل مناسبة على دكة الاحتياط. هذا القرار أثار تساؤلات عديدة حول مكانة بيل الحقيقية في الفريق.
ولعل أكثر الانتقادات حدة جاءت من الكاتب أوليفر هولت في صحيفة “ديلي ميل”، الذي وصف بقاء بيل في توتنهام بأنه “مهين ومكلف”، خاصة مع تقاضي اللاعب راتباً سنوياً يقدر بـ13 مليون يورو مقابل مشاركات محدودة وإضافات متواضعة.
وأشار هولت إلى أن التعاقد مع بيل كان مجرد “خطة علاقات عامة فاشلة” من إدارة توتنهام، التي سعت إلى كسب تعاطف الجماهير دون أن تحسب التكاليف الحقيقية لهذه الصفقة. وبات بيل، حسب وصف الكاتب، “مصدراً للتوتر داخل الفريق” بسبب راتبه الضخم مقارنة بأدائه المتدني.
المشكلة لا تقتصر على توتنهام وحده، فريال مدريد أيضاً يواجه معضلة حقيقية مع عودة اللاعب إلى صفوفه الصيف المقبل بعد انتهاء فترة إعارته. النادي الملكي سيضطر مرة أخرى للتعامل مع لاعب يتقاضى راتباً ضخماً بينما لم يعد مؤهلاً للمشاركة في التشكيلة الأساسية.
هذه القضية تطرح تساؤلات كبيرة حول إدارة الأندية الكبيرة لملف اللاعبين المتقدمين في السن، وكيفية التوفيق بين الجانب التجاري والرياضي في صفقات الانتقال. فبيل الذي لم يتجاوز 31 عاماً بعد، يبدو أنه فقد شغفه بكرة القدم بشكل مبكر، مما يجعله عبئاً على أي نادي يرغب في التعاقد معه.
الدرس المستفاد من قصة بيل هو أن العواطف والذكريات الجميلة لا ينبغي أن تكون العامل الحاسم في صنع القرارات الرياضية، فكرة القدم في النهاية لعبة قاسية تقاس بالأرقام والإحصائيات وليس بالمشاعر والعواطف.