2025-10-22 04:40:16
في موقف جريء وغير مسبوق، انتقد المدافع الإسباني الدولي هيكتور بيليرين النهج الانتقائي للرأي العام العالمي في تغطية النزاعات المسلحة حول العالم. عبر بيليرين، مدافع نادي ريال بيتيس الإسباني، عن استيائه من التركيز الإعلامي والسياسي الحصري على الحرب في أوكرانيا، متجاهلاً معاناة شعوب أخرى تعيش تحت وطأة الحروب منذ سنوات.
وفي تصريحات نقلتها صحيفة “ماركا” الإسبانية، تساءل بيليرين: “من الصعب رؤية أننا مهتمون بهذه الحرب أكثر من الحروب الأخرى. لا أعرف ما إذا كان ذلك بسبب أنهم أكثر شبها بنا أو لأن الصراع يمكن أن يؤثر علينا بشكل مباشر أكثر من الناحية الاقتصادية أو بسبب تدفق اللاجئين”.
وتطرق اللاعب إلى النزاعات المنسية في فلسطين واليمن والعراق، مشيراً إلى أن الاهتمام الدولي بهذه الصراعات قد خفت بشكل ملحوظ، بينما تحتل الحرب الأوكرانية الصدارة في كل وسائل الإعلام العالمية. وأضاف بيليرين بجرأة: “الآن روسيا لن تلعب في كأس العالم بسبب أشياء قامت بها دول أخرى لسنوات عديدة”.
هذا الموقف لم يكن الأول من نوعه في الأوساط الرياضية الأوروبية، حيث سبق أن انتقد الصربي زيليكو أوبرادوفيتش، المدرب الأكثر نجاحاً في تاريخ المسابقة الأوروبية للأندية في كرة السلة، هذا النهج الانتقائي في التعاطف مع ضحايا الحروب، مستذكراً كيف تعرضت بلاده للقصف في عام 1999 دون أن تحظى بنفس القدر من الاهتمام الدولي.
بييليرين، الذي سبق له اللعب لنادي أرسنال الإنجليزي، دعا عبر حسابه على تويتر إلى ضرورة “أن نكون مدركين ونثقف أنفسنا بشأن النزاعات الأخرى التي تحدث من حولنا، ومقدار الألم الذي تمر به البلدان الأخرى”، معتبراً أن تجاهل هذه الصراعات يمثل شكلاً من أشكال العنصرية في تصنيف آلام البشر.
هذه التصريحات تأتي في وقت تشهد فيه الساحة الرياضية العالمية موجة من العقوبات ضد الرياضيين والاتحادات الرياضية الروسية، حيث تم حرمان روسيا من المشاركة في العديد من المسابقات الرياضية وسُحب منها تنظيم عدد من البطولات، وذلك بعد ثلاثة أسابيع من بدء العمليات العسكرية في أوكرانيا.
يذكر أن بيليرين يعتبر من اللاعبين القلائل في العالم الذين تجرأوا على كسر الصمت الإعلامي المحيط بالصراعات العالمية، مذكراً بأن الأرواح البشرية لها نفس القيمة أينما كانت، وأن معاناة الشعوب لا يجب أن تخضع لمعايير انتقائية قائمة على الانتماء الجغرافي أو العرقي.
