2025-10-09 04:53:06
شنت الأجهزة الأمنية والعسكرية التابعة للنظام السوري حملة اعتقالات مكثفة تستهدف الشبان المتخلفين عن الخدمة العسكرية الإلزامية في دمشق وريفها، بالتزامن مع انطلاق منافسات كأس العالم 2022 في قطر. وقد شملت الحملة نطاقاً جغرافياً واسعاً، حيث تم توثيق عمليات اعتقال وتجنيد إجباري في أحياء الصالحية والشعلان والحمرا بالعاصمة السورية.
ووفقاً لتقارير محلية، قامت الأجهزة الأمنية بنشر دوريات مكثفة حول المقاهي الشعبية والساحات العامة والمطاعم التي تعرض مباريات البطولة العالمية. وأشارت تقارير إلى أن هذه الحملة الأمنية تستهدف بشكل خاص التجمعات الشبابية في الأماكن العامة، حيث تقوم بإجراء “الفيش الأمني” للتحقق من أوضاع الشباب تجاه الخدمة العسكرية.
ووثقت شبكة الجزيرة شهادات حية من شباب سورييْن تعرضا للتوقيف والتدقيق في حواجز عسكرية متعددة أثناء عودتهم من مشاهدة المباريات. وأكد الشهود وجود حافلات عسكرية مجهزة لنقل الموقوفين قرب الحواجز المؤقتة المنتشرة في شوارع العاصمة.
وتعليقاً على هذه التطورات، رأت الناشطة السياسية والصحفية بشرى (49 عاماً) أن هذه الإجراءات تمثل محاولة من النظام لاستغلال الحدث الرياضي العالمي لتجنيد أكبر عدد ممكن من الشباب، بعد فشل الطرق التقليدية في تحقيق الأعداد المستهدفة.
ويواجه المتخلفون عن الخدمة الإلزامية خيارين صعبين: إما الهجرة غير الشرعية إلى الدول المجاورة، أو البقاء حبيسي المنازل والأحياء السكنية، مما يحرمهم من العمل والدراسة والحركة الطبيعية. وتشير تقديرات إلى وجود نحو 53 ألف شاب متخلف عن الخدمة الإلزامية والاحتياطية في سوريا عام 2019.
يذكر أن النظام السوري كان قد أصدر عفوًا عامًا عن الفارين من الخدمة الإلزامية في يناير الماضي، في إطار الإجراءات السنوية التي يتخذها منذ اندلاع النزاع في سوريا قبل 11 عاماً.
