2025-10-01 05:09:00
أُبلغت رابطة الدوري الإنجليزي الممتاز بضرورة إجراء مراجعة عاجلة وشاملة للقواعد الخاصة برفع راية التسلل، وذلك بعد الحادثة المأساوية التي تعرّض لها تايو أونيي، مهاجم نوتنغهام فورست، خلال مباراة الفريق ضد ليستر سيتي التي انتهت بالتعادل 2-2 في ختام الجولة الـ36 من المسابقة. وأدت الإصابة إلى خضوع أونيي لعملية جراحية طارئة، ووضعه في غيبوبة اصطناعية للمساعدة في تعافيه.
الحادثة التي هزّت عالم كرة القدم الإنجليزية، بدأت عندما حاول أونيي الوصول إلى كرة عرضية من زميله أنتوني إيلانغا، لتصطدم جهوده بالقائم وتتسبب في إصابته. على الرغم من تلقيه العلاج لعدة دقائق، سُمح للاعب بالعودة إلى الملعب، قبل أن يغادر في وقت لاحق ويُكمل فريقه المباراة بعشرة لاعبين فقط.
لكن الخطورة الحقيقية للإصابة لم تُكشف إلا لاحقًا، حين تبيّن أن الوضع يتطلب نقل أونيي على وجه السرعة إلى المستشفى لإجراء جراحة عاجلة في البطن. وقد أشارت تقارير “سكاي سبورتس” إلى أن الإصابة كانت بالغة الخطورة، مما أثار موجة من الغضب والاستنكار بين المشجعين والخبراء.
وردود الفعل لم تتوقف عند حدود القلق على صحة اللاعب، بل امتدت إلى تسليط الضوء على واحدة من أكثر القواعد إثارة للجدل في كرة القدم الحديثة: “قاعدة رفع راية التسلل المتأخرة”. هذه القاعدة، التي اعتمدها مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم (IFAB) للسماح لتقنية VAR باتخاذ قرارات دقيقة، يُعتقد أنها كانت السبب غير المباشر في اصطدام أونيي.
المشجعون والخبراء وجّهوا انتقادات حادة لهذه الآلية، معتبرين أنها تعرّض اللاعبين للخورد. وأشار أحد المتابعين إلى أن التأخر في رفع الراية في حالات التسلل الواضح يُجبر اللاعبين على متابعة اللعب، حتى في المواقف التي يكون فيها الخطر واضحًا. وتابع قائلًا: “هل يجب أن ننتظر إصابات خطيرة كهذه حتى نغيّر هذه القاعدة غير المنطقية؟”
ولم تكن هذه أول مرة تثير فيها قاعدة التسلل المتأخر تساؤلات حول سلامة اللاعبين. ففي موسم سابق، تعرّض نجم مانشستر سيتي، جون ستونز، لإصابة مماثلة، مما دفع مدربه بيب غوارديولا إلى المطالبة بتعديل القوانين المعمول بها. وأكد الكثيرون أن هذه الحوادث المتكررة يجب أن تكون جرس إنذار للمسؤولين about ضرورة المراجعة الفورية للبروتوكولات الحالية.
الأمر لم يقتصر على ردود الأفعال الجماهيرية فقط، بل امتد إلى داخل النادي نفسه، حيث اندلع شجار غير مسبوق بين مالك النادي إيفانجيلوس ماريناكيس والمدرب نونو إسبيريتو سانتو، مما دفع رجل الأعمال اليوناني إلى إصدار بيان رسمي يوضح فيه موقف النادي من الحادثة.
في النهاية، يبدو أن إصابة أونيي قد تكون القشة التي قصمت ظهر البعير، وستفتح الباب أمام نقاش جاد حول موازنة بين دقة القرارات التحكيمية وسلامة اللاعبين، في خطوة يُنتظر أن تؤدي إلى تغييرات تاريخية في قواعد اللعبة.
