2025-10-23 05:09:14
في عالم كرة القدم المتطوّر باستمرار، نشهد اختفاءً تدريجياً للرقم 10 الكلاسيكي – ذلك الصانع المبدع الذي كان يوماً قلب الفريق ونابضه. لقد تحوّلت الأنظمة التكتيكية الحديثة من الاعتماد على لاعب واحد يصنع اللعب إلى توزيع المهام الهجومية على جميع لاعبي الفريق.
كان الرقم 10 تقليدياً يجسّد روح الإبداع والتمريرات الحاسمة، من مارادونا إلى زيدان، ومن ريكيلمي إلى رونالدينيو. لكن المتطلبات البدنية والدفاعية الحديثة جعلت من الصعب وجود لاعب “كسول” حتى لو كان موهوباً. المدربون اليوم يطالبون الجميع بالضغط واستعادة الكرة والمشاركة الدفاعية.
التحوّل الأبرز حدث مع انتشار خطط مثل 4-3-3 و3-4-3، حيث أصبحت المراكز أكثر مرونة والمسؤوليات مشتركة. الأجنحة لم يعودوا مجرد مهاجمين تقليديين، بل تحوّلوا إلى صناع ألعاب من الجهات. محاورو الوسط صاروا يساهمون في الهجوم بقدر مساهمتهم في الدفاع.
حتى في كرة السلة، نرى تحولاً مشابهاً حيث لم يعد “Point Guard” مجرد صانع ألعاب، بل أصبح مسجلاً للأهداف أيضاً. هذا التغيير العالمي في الرياضات الجماعية يعكس فلسفة جديدة: التخصص لم يعد كافياً، يجب أن تكون متعدد المهارات.
الرقم 10 لم يمت، لكنه تحوّل وتكيّف. ميسي مثلاً طوّع مركزه من صانع ألعاب تقليدي إلى مهاجم حر يتنقل بين الخطوط. دي بروين يجمع بين صناعة اللعب والغطاء الدفاعي. الكرة الحديثة تريد لاعباً كاملاً، لا مجرد موهبة خالصة.
ربما يكون هذا تطوراً طبيعياً للعبة، حيث لم تعد الجماليات الكروية وحدها كافية، بل يجب أن تقترن بالفعالية والنتائج. الرقم 10 الكلاسيكي قد يصبح ذاكرة جميلة، لكن كرة القدم ستستمر في إنتاج مواهب جديدة تتكيف مع متطلبات العصر.