2025-09-30 05:45:16
أعلنت مجموعة “فونكه” الإعلامية أمس السبت إقالة رئيسة تحرير مجلة “دي أكتوايله” الألمانية آن هوفمان من منصبها، وذلك بعد نشر المجلة مقابلة وهمية مع بطل العالم السابق في سباقات الفورمولا 1 مايكل شوماخر، تم إنشاؤها باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي.
وجاءت هذه الخطوة بعد أيام من العاصفة الإعلامية التي أثارها نشر المقابلة المزعومة مع شوماخر، والتي تعد الأولى من نوعها منذ تعرضه لإصابة دماغية خطيرة خلال حادث تزلج في جبال الألب الفرنسية عام 2013.
وقد أثارت المقابلة المزيفة غضب عائلة شوماخر التي حرصت طوال السنوات الماضية على الحفاظ على خصوصية حالة السائق الألماني الأسطوري. حيث أكد متحدث باسم العائلة أنهم يخططون لاتخاذ إجراءات قانونية ضد المجلة.
ورداً على هذه الفضيحة، قدمت بيانكا بولمان، مديرة مجموعة فونكه الإعلامية، اعتذاراً رسمياً لعائلة شوماخر، واصفة المقالة بأنها “سيئة الذوق ومضللة”، مؤكدة أنه “لم يكن يجب أن تظهر على الإطلاق”.
وأضافت بولمان في بيانها أن “هذه المقابلة لا تفي بأي شكل من الأشكال بمعايير الصحافة التي نتوقعها نحن وقراؤنا من مجموعة إعلامية مرموقة مثل فونكه”، مشيرة إلى أنه تم إعفاء رئيسة التحرير آن هوفمان من منصبها الذي شغلته منذ عام 2009، وذلك بمفعول فوري.
وتضمنت المقابلة المزيفة اقتباسات منسوبة إلى شوماخر، ناقش فيها حياته العائلية منذ الحادث وحالته الصحية، وهي معلومات ظلت طوال السنوات العشر الماضية من أكثر الأسرار حرصاً في العالم الرياضي.
يذكر أن شوماخر لم يظهر علناً منذ الحادث الذي تعرض له عام 2013، مع ندرة شديدة في المعلومات المتعلقة بحالته الصحية. وتشير التقارير إلى أن البطل الألماني يعاني من مشاكل في الذاكرة والحركة والكلام منذ الحادث، وهو يتلقى الرعاية الطبية في منزله بالقرب من جنيف.
وكانت زوجة شوماخر، كورينا، قد صرحت في فيلم وثائقي عرض على منصة نتفليكس عام 2021: “الخصوصية هي الخصوصية، كما كان مايكل يقول دائماً”، مضيفة: “مايكل كان دائماً يحمينا، ونحن الآن نحميه”.
يُعتبر شوماخر أحد أعظم سائقي الفورمولا 1 في التاريخ، حيث فاز بسبعة ألقاب عالمية (اثنان مع فريق بينيتون وخمسة مع فريق فيراري)، قبل أن يعادل البريطاني لويس هاميلتون هذا الرقم القياسي. كما حقق الألماني 91 انتصاراً في البطولات، ليحتل المركز الثاني خلف هاميلتون الذي حقق 103 انتصارات.
وقد أنهى شوماخر مسيرته الرياضية التي استمرت 24 عاماً بمحاكاة مسيرة والده، حيث شارك لمدة عامين مع فريق هاس، قبل أن يعمل كسائق احتياطي مع فريقي مرسيدس وماكلارين.
هذه الحادثة تثير تساؤلات كبيرة حول استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في مجال الصحافة والإعلام، وتأثيرها على مصداقية الوسائل الإعلامية ومعايير المهنة.
