2025-10-19 05:36:03
بطلـة الأولمبيـاد فـي الملاكمـة، الجزائريـة إيـمان خليـف، الحاصلـة علـى ذهبيـة أولمبيـاد باريـز الصيف الماضـي، تواصـل استعداداتهـا للفـوز بالميداليـة الذهبيـة الثانيـة فـي النسخـة المقبلـة مـن الألعاب الأولمبيـة والمقرر عقدهـا فـي لوس أنجلوس عـام 2028. وجّهـت خليـف رسالة قويـة عبّرت فيهـا عـن عدم تخوفهـا مـن الرئيس الأميركـي دونالـد ترامـب، فـي وقت يشهـد فيهـا الوضـع الرياضـي العالمـي جدلاً حـول سياسـات المتحوليـن جنسيـاً.
فـي نوفمبـر/تشرين الثانـي الماضـي، وقّـع ترامـب – الذي أعيـد انتخابه رئيسـاً للولايـات المتحـدة – أمـراً تنفيذيـاً يمـنـع النسـاء المتحولـات جنسيـاً مـن المشاركـة فـي الرياضـات النسائيـة. وقـد صـرح ترامـب سابقـاً بأن الملاكمـة الجزائريـة البالغـة مـن العمـر 25 عـاماً متحولـة جنسيـاً، علـى الرغـم مـن أن هـذا الأمـر لـيس صحيحـاً.
وردّـت خليـف علـى هـذه الاتهامـات بشكـل واضـح وقاطع، حيث صرحت لقنـاة “آي تي في نيوز” البريطانيـة: “سأجيبكـم بوضـوح: أصـدر رئيس الولاياـت المتحـدة قراراً يتعلـق بسياسـات المتحوليـن جنسيـاً فـي أميركـا”. وأضافـت: “أنـا لسـت متحولـة جنسيـاً. هـذا الأمـر لا يعنينـي، ولا يخيفنـي. هـذا هو ردي”.
يأتي هـذا فـي الوقـت الـذي أوصـى فيه مسؤولو اللجنـة الأولمبيـة خلال الأسبـوع الحالـي بإدراج الملاكمة فـي دورـة ألعاب لوس أنجلوس 2028، بعـد الاعتراف المؤقـت بهيئـة إداريـة جديدـة. ولكـن القـرار لا يزال فـي حاجـة إلـى تصديـق رسمـي مـن اللجنـة الأولمبيـة الدوليـة خـلال اجتماعهـا هـذا الأسبـوع فـي اليونان.
عبّـرت خليـف عـن ثقتها الكبيرة فـي قدرتهـا علـى تحقيـق الإنجـاز التاريخـي بفـوزها بذهبيـة ثانيـة، قائلـة: “الميداليـة الذهبيـة الثانيـة، بالطبع.. فـي أميركـا، لوس أنجلوس”. وأوضحـت أن التجربـة السابقـة علّمتهـا الكثيـر، مشيرًة إلـى أنـه “إذا كانـت إيـمان القديـمة تعمـل بنصـف طاقتهـا، فـإن إيـمان خليـف اليـوم أكثـر تحفيـزاً وإصـراراً”.
وتابعت البطلة الأولمبية: “تعلّمـت كثيـراً مـن هـذه الحملـة ضـدي، ومـا حـدث فـي أولمبيـاد باريـز كان تجربـةً فتحـت لـي آفاقـاً جديدـة. أشعـر الآن بقـوة أكبـر ممـا كنت عليه مـن قبـل”. واستشهدت بمقولة جزائرية معبّرة: “كمـا نقـول فـي الجزائـر: مـن لا يخفي شيئـاً لا يخـاف شيئـاً؛ لقد اتضـح الحقيقـة فـي أولمبيـاد باريـز باعتراف اللجنـة الأولمبيـة الدوليـة”.
وأكّـدت خليـف علـى هويهـا الجنسيـة الطبيعيـة بقولهـا: “أرى نفسـي كأي فتـاة أخرى؛ وُلدت فتـاة، ونشأتُ فتـاة، وعشـت حياتـي كلها كذلك”. وأضافـت أنـهـا شاركت فـي عديـد مـن البطولـات، بما في ذلـك أولمبيـاد طوكيـو ومسابقـات كبـرى أخرى، بالإضافـة إلـى 4 بطولـات عالميـة. وأشارت إلـى أن كل هـذه المشاركـات حدثـت قبـل أن تبدأ بالفـوز وحصـد الألقـاب، ولكـن بمجـرد أن بدأت بتحقيـق النجـاح، بدأت الحملـات ضـدهـا.
وفـازت خليـف بالميداليـة الذهبيـة فـي وزن 66 كيلوغرامـاً، وأعلنـت بشكـل قاطـع: “أنـا امرأة مثل أي امرأة أخرى”. وتمثـل رحلـة خليـف نموذجـاً للإصـرار والتحدـي فـي وجـه الشائعات، حيث تسـتمر فـي تركـيزهـا علـى أهدافهـا الرياضيـة وتحقيقـها، متحديـة كل العقبات والمحاولات لـإلهائهـا عـن مسيرتهـا الناجحـة.
