2025-10-25 04:50:39
بعد سنوات من الإحباطات المتتالية في الأدوار الحاسمة، نجح باريس سان جيرمان أخيراً في تخطي عقدة الأدوار الإقصائية بتأهله للدور قبل النهائي لدوري أبطال أوروبا للموسم الثاني على التوالي. جاء هذا الإنجاز بعد انتصار تاريخي على حامل اللقب بايرن ميونخ، مما يعكس تطوراً ملحوظاً في الأداء النفسي والتكتيكي للفريق الباريسي.

لم يكن الطريق إلى نصف النهائي مفروشاً بالورود للفريق الفرنسي، حيث واجه تحديات كبيرة أمام كل من برشلونة وبايرن ميونخ. لكن الفريق أظهر مرونة غير مسبوقة وقدرة على الصمود تحت الضغط، خاصة في المواقف الحاسمة التي كان ينهار فيها سابقاً. هذا التطور الواضح في الشخصية الجماعية للفريق يشير إلى نضج تكتيكي وفني تحت قيادة المدرب الأرجنتيني ماوريسيو بوتشتينيو.

الأمر الأكثر إثارة للإعجاب هو أن الفريق حقق هذا الإنجاز رغم الغيابات المهمة، حيث افتقد خدمات قائد الدفاع ماركينيوس واللاعب المؤثر ماركو فيراتي. هذا يثبت عمق القاعدة الفنية للفريق وقدرته على التعامل مع الظروف الصعبة. من ناحية أخرى، استفاد الفريق بشكل كبير من القوة الهجومية الاستثنائية التي يتمتع بها، حيث شكلت مثلث الهجوم نيمار ومبابي ودي ماريا كابوساً حقيقياً لدفاعات الخصوم.

سرعة كيليان مبابي الخاطفة كانت سلاحاً فتاكاً ضد دفاع بايرن، بينما استمر نيمار في إزعاج المدافعين رغم عدم تحقيقيه لأهداف. هذه الأداءات المتكاملة تعكس روح الفريق الجديدة التي تختلف جذرياً عن الفريق الذي انهار أمام برشلونة في 2017 ومانشستر يونايتد في 2019.
تصريحات رئيس النادي ناصر الخليفي تؤكد أن الفريق مصمم على مواصلة هذا المسار، مع التركيز على تجديد عقود نجومه الأساسيين. كما أن تصريحات نيمار الإيجابية حول بقائه في النادي تشير إلى استقرار داخل الفريق وروح معنوية عالية.
المواجهة المقبلة ضد مانشستر سيتي في نصف النهائي ستكون اختباراً حقيقياً لهذا التحول الذي يشهده باريس سان جيرمان. النجاح في تخطي هذا العائق سيكون دليلاً نهائياً على تجاوز الفريق لعقدة الأدوار الإقصائية وبداية حقبة جديدة في تاريخ النادي الأوروبي.
هذا التأهل المتتالي لنصف النهائي يمثل نقطة تحول تاريخية في مسيرة باريس سان جيرمان الأوروبية، ويؤكد أن الفريق قد تعلم من أخطاء الماضي واستفاد من تجاربه المريرة لبناء شخصية جماعية أكثر قوة ومقاومة.