2025-10-18 05:59:45
نجح المصارع المصري محمد إبراهيم كيشو في إدخال البهجة والفرح إلى قلوب الملايين من المصريين بعد تحقيق الميدالية البرونزية في منافسات المصارعة الرومانية بوزن 67 كجم ضمن أولمبياد طوكيو 2020. جاء هذا الإنجاز التاريخي بعد فوز المصارع البالغ من العمر 23 عاماً على منافسه الروسي أرتيم سوركوف في مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع، ليهدي مصر الميدالية الثالثة في البطولة العالمية.
كان كيشو على بعد خطوات قليلة من بلوغ المباراة النهائية والحصول على الذهبية أو الفضية، لكنه خسر في نصف النهائي أمام المصارع الأوكراني بارفيز ناسيبوب بنتيجة 7-6 في مباراة مثيرة. ومع ذلك، لم يستسلم المصارع المصري الشاب وتمكن من العودة بقوة لتحقيق البرونزية والتألق في المحفل العالمي.
تبدأ قصة كيشو مع المصارعة من سن الخامسة في الإسكندرية، حيث تأثر بالبطل الأولمبي المصري كرم جابر، صاحب الميدالية الذهبية في أولمبياد أثينا 2004، الذي كان بمثابة الملهم والمحفز له لتحقيق أحلامه الأولمبية. وقد ظل كيشو متمسكاً بحلمه بأن يصبح يوماً ما بطلاً أولمبياً مثل مُلهِمه.
يمتلك كيشو سجلاً حافلاً بالإنجازات على المستويين الأفريقي والعالمي، حيث حصل على ذهبية أفريقيا 2014، وذهبية أفريقيا للشباب 2015، وفضية العالم للشباب في نفس العام. كما أضاف إلى رصيده في عام 2016 ذهبية أفريقيا للشباب، وذهبية الكبار، وبرونزية العالم. واستمر في تألقه عام 2017 بذهبية أفريقيا للشباب، وذهبية الكبار، والمركز الخامس في الجائزة الكبرى. وفي عام 2018، نال ذهبية أفريقيا للشباب، وذهبية أفريقيا للكبار، بالإضافة إلى فضية دورة ألعاب البحر المتوسط، ثم ذهبية دورة الرباط الأفريقية عام 2019.
رغم أن حلم كيشو كان الفوز بالذهبية، إلا أن البرونزية التي حققها لم تخيب آمال جماهيره، حيث أصبح ثاني مصري بعد كرم جابر يحقق ميدالية أولمبية في المصارعة الرومانية. وجاء إنجازه بعد برونزيتي هداية ملاك وسيف عيسى في التايكوندو، ليعزز رصيد مصر في الأولمبياد.
الأكثر إثارة في قصة كيشو هو تكريره للاحتفال الأسطوري الذي قام به كرم جابر قبل 17 عاماً. بعد الفوز، ركض كيشو نحو مدربه وأسقطه أرضاً في مشهد طريف مماثل لما فعله جابر مع مدربه في أثينا 2004، مما أضاف بُعداً عاطفياً وتاريخياً للإنجاز الرياضي.
بهذا الإنجاز، يثبت كيشو أن الأحلام لا تتحقق بين ليلة وضحاها، بل تحتاج إلى سنوات من العمل الجاد والإصرار، وأن الأبطال الحقيقيين هم من يخلقون مصيرهم بأيديهم ويتركون أثراً يخلد في تاريخ الرياضة الوطنية.
