2025-08-04 09:38:59
شهدت مدرجات ملعب “سيغنال إيدونا بارك” في دورتموند أجواءً غير مألوفة مساء الاثنين الماضي، حيث حلَّ الصمت والاحتجاج محل الضجيج المعتاد للجماهير الصفراء خلال المباراة التي جمعت بوروسيا دورتموند بضيفه أوغسبورغ. وانتهى اللقاء بالتعادل 1-1 في الجولة الـ24 من الدوري الألماني، لكن النتيجة لم تكن الحدث الأبرز، بل كانت الاحتجاجات الجماهيرية ضد إقامة المباريات مساء الاثنين هي الصادمة.
“الحائط الأصفر” يتحول إلى رمادي
عُرف مشجعو دورتموند بتشكيلهم “الحائط الأصفر” الذي يهز المدرجات بحماسهم، لكنهم هذه المرة حوَّلوه إلى “حائط رمادي” بإدارتهم ظهورهم للملعب طوال المباراة، في خطوة رمزية تهدف إلى إيصال رسالة واضحة لاتحاد الكرة والمسؤولين عن البث التلفزيوني. كما شهدت المباراة حضورًا جماهيريًا ضعيفًا بلغ 54,300 مشجع، أي أقل بنحو 28 ألف متفرج عن المعدل المعتاد في مباريات الفريق على أرضه.
استياء رسمي وشعبي
وصف هانز يواخيم فاتسكه، الرئيس التنفيذي لنادي دورتموند، الموقف الجماهيري بأنه “أقوى مما توقع”، معترفًا بأن إقامة المباريات يوم الاثنين تسببت في حالة استياء عامة. وأضاف في تصريحات لـ”يوروسبورت” أن النادي سيدرس هذه القضية بعناية قبل الموافقة على أي عقود بث جديدة.
ولم تكن دورتموند الوحيدة التي شهدت احتجاجات، ففي الأسبوع الماضي، عطَّل مشجعو إينتراخت فرانكفورت بداية مباراة فريقهم أمام لايبزغ بإلقاء كرات التنس على أرض الملعب، في خطوة احتجاجية مماثلة.
عقود البث التلفزيوني.. العقبة الكبرى
رغم الغضب الجماهيري، يبدو أن تغيير مواعيد المباريات ليس سهلاً، خاصة أن العقد الحالي لحقوق البث التلفزيوني – والذي يتضمن مباريات الاثنين – يمتد حتى عام 2021. وأكد رئيس الاتحاد الألماني لكرة القدم، راينهارد غريندل، أن تعديل هذه العقود “صعب قانونيًا”، مما يعني أن الجماهير قد تضطر إلى التعايش مع الوضع لسنوات قادمة.
يبقى السؤال: هل ستستجيب الجهات المعنية لغضب الجماهير، أم ستستمر في تقديم مصالح البث على حساب المشجعين؟ الوقت وحده كفيل بالإجابة.
