2025-10-23 05:24:05
في تطور مفاجئ هز عالم كرة القدم، أعلن نادي مانشستر يونايتد اليوم الثلاثاء إنهاء عقد النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو بالتراضي مع بقاء نحو ستة أشهر على انتهاء عقده. يأتي هذا القرار بعد أيام فقط من المقابلة التلفزيونية المثيرة التي انتقد فيها رونالدو إدارة النادي ومدربه إريك تن هاغ.
وصرح النادي في بيان رسمي: “يتوجه مانشستر يونايتد بالشكر لرونالدو على مساهمته الهائلة خلال فترتين في أولد ترافورد، حيث سجل 145 هدفاً في 346 مباراة، ويتمنى له ولأسرته التوفيق في المستقبل”. لكن وراء هذه الكلمات الدبلوماسية تكمن قصة انفصال مليئة بالتوتر والخلافات.
ففي الأسبوع الماضي، صدم رونالدو العالم بمقابلة تلفزيونية قال فيها إنه شعر “بخيانة” من مسؤولي النادي، متهمًا إياهم بمحاولة الإطاحة به، معرباً عن عدم احترامه للمدرب الهولندي. ولم يتوقف نقد رونالدو عند هذا الحد، بل امتد ليشمل مالكي النادي، عائلة غلايزر الأمريكية، زاعماً أنهم “لا يهتمون” بالنجاح الرياضي للفريق.
كانت عودة رونالدو إلى أولد ترافورد في صيف 2021 بعد 12 عاماً قضاها مع ريال مدريد ويوفنتوس، بمثابة حلم تحقق للجماهير التي تتذكره بطلاً شاباً ساهم في تحقيق 3 ألقاب للدوري الإنجليزي ولقب دوري أبطال أوروبا خلال فترة سابقة بدأت عام 2003.
لكن هذه المرة، كانت القصة مختلفة. فبعد عودته، حل الفريق في المركز السادس في الدوري الممتاز الموسم الماضي، مما يعني عدم تأهله لدوري الأبطال. وعلى الرغم من أن رونالدو كان أفضل هدافي الفريق بإحرازه 24 هدفاً في جميع المسابقات، إلا أن أداء الفريق العام لم يكن بالمستوى المتوقع.
وتصاعدت حدة التوتر مع تولي المدرب الهولندي إريك تن هاغ المسؤولية في مايو الماضي، حيث تراجع دور النجم البرتغالي في التشكيلة الأساسية. ووصل الأمر إلى ذروته عندما عوقب رونالدو بالإيقاف عن مباراة تشلسي، بعد رفضه الدخول كبديل في مباراة توتنهام.
هذه النهاية المأساوية لفترة ثانية كان من المفترض أن تكون قصة نجاح أسطورية، تظهر كيف أن حتى أعظم اللاعبين ليسوا فوق النظام الجماعي للنادي. ورحيل رونالدو يمثل نهاية فصل مهم في تاريخ مانشستر يونايتد، ويترك العديد من الأسئلة حول مستقبل النادي واللاعب الذي سيبلغ من العمر 38 عاماً في فبراير المقبل.
في النهاية، بينما يغلق رونالدو باباً في مسيرته الكروية الحافلة، تبقى إنجازاته وأهدافه خالدة في ذاكرة جماهير الشياطين الحمر، الذين سيظلون يتذكرون اللحظات الساحرة التي قدمها لهم خلال فترته الأولى والثانية مع النادي، رغم النهاية المريرة للعلاقة بين الطرفين.
