2025-10-20 05:49:34
على مدار السنوات الماضية، أصبحت مصر قوة لا تُهزم في عالم رياضة الإسكواش، حيث سيطر اللاعبون المصريون بشكل مطلق على البطولات العالمية بمختلف فئاتها. هذه الهيمنة الرياضية الاستثنائية جعلت من خسارة أي لقب حدثاً استثنائياً، بل وكارثة بحسب وصف المسؤولين الرياضيين في البلاد.
في مايو 2023، شهدت بطولة العالم في شيكاغو مشهداً مصرياً خالصاً في نهائيي السيدات والرجال، حيث تألق نجوم الإسكواش المصريين بشكل لافت. وقد برزت نجمتان في سماء هذه الرياضة: نور الشربيني التي أصبحت أول لاعبة تصل إلى النهائي 9 مرات، وعلي فرج الذي انتزع لقبه الثالث على التوالي.
تعود جذور هذه الهيمنة المصرية إلى عام 1996 مع انطلاق بطولة الأهرام الدولية، التي مثلت نقطة تحول رئيسية في تاريخ الرياضة المصرية. كما كان لرعاية الرئيس الراحل حسني مبارك لهذه الرياضة دور محوري في انتشارها وازدهارها، مما فتح الطريق أمام ظهور جيل متميز من اللاعبين المصريين.
يقول الخبراء الرياضيون إن سر التفوق المصري يكمن في عدة عوامل، أبرزها: الاستثمار المبكر في المواهب الصغيرة، وجودة النظام التدريبي، والثقافة الرياضية المتجذرة في المجتمع المصري. فالأطفال يبدأون ممارسة الإسكواش في سن الخامسة، ويشاركون في البطولات المحلية والدولية بدءاً من عمر 11 عاماً، مما يمنحهم خبرة مبكرة تفوق أقرانهم من الدول الأخرى.
ويشير الخبراء إلى أن مصر تتقدم على الدول المنافسة بما لا يقل عن عامين في تطوير المواهب الشابة، حيث يحصل الأطفال على فرص التنافس المبكر التي تمنحهم الثقة والخبرة الكافية للتفوق عالمياً.
ورغم بعض التراجع الطفيف في منافسات الشباب مؤخراً، إلا أن المسؤولين المصريين يعملون على تطوير حلول سريعة لاستعادة الهيمنة الكاملة. فالهيمنة المصرية على الإسكواش ليست ظاهرة عابرة، بل هي نتاج نظام متكامل واستثمار طويل الأمد في المواهب الرياضية، مما يجعل مستقبل هذه الرياضة في مصر مشرقاً ومليئاً بالإنجازات.