2025-10-24 04:12:01
باتزا إنتر… ليست مجرد شعار يرفعه جماهير إنتر ميلان، بل هي فلسفة وجودية تعكس مسيرة نادي عاش على وتر المأساة والانتصار. فبعد 11 عاماً من الانتظار، عاد النيراتزوري إلى منصة التتويج بلقب الدوري الإيطالي، لكنه كما هو متوقع، دخل على الفور في دوامة جديدة من الأزمات المالية والإدارية التي تليق بلقب “المجنون”.

ففي أكتوبر 2021، كشف النادي عن خسارة مالية قياسية بلغت 245.6 مليون يورو، وهي الأعلى في تاريخ الكرة الإيطالية. هذه الكارثة المالية لم تأت من فراغ، بل كانت نتيجة تراكمات سنوات من الإدارة المالية الهشة، تفاقمت بسبب جائحة كورونا والخروج المبكر من دوري الأبطال لثلاث مواسم متتالية.

الأزمة تجلت بشكل واضح عندما تأخر النادي في دفع رواتب اللاعبين، واضطر لبيع نجومه الأساسيين مثل حكيمي ولوكاكو، ما دفع المدرب كونتي إلى الرحيل. لكن جنون الإنتر لا يعرف المستحيل، فبدلاً من الانهيار التام، جاء المدير الرياضي جيوسيبي ماروتا بحلول إبداعية تعكس خبرته التي اكتسبها من تجربته مع يوفنتوس.

ببراعة مالية لافتة، استطاع ماروتا تعويض الرحيل بصفقات مجانية أو منخفضة التكلفة مثل إنجاز التعاقد مع دجيكو ليحل محل لوكاكو، ودومفريس بديلاً عن حكيمي، مع الحفاظ على البنية الأساسية للفريق. كما عمل النادي على تعزيز وضعه المالي من خلال تغيير الشعار لجعله علامة تجارية عالمية، والبحث عن رعاة جدد بعد انتهاء عقد بيريللي التاريخي.
رغم كل التحديات، يظل الأمل هو سلاح جماهير الإنتر الذين تعودوا على العيش بين المأساة والانتصار. فكما عاش الجد غياب التتويجات 5 سنوات بعد بطولات الستينيات، وشاهد الابن معاناة رونالدو مع الإصابات، وعرَف الحفيد أزمة ما بعد الثلاثية التاريخية، فإن الجماهير اليوم تواصل التشبث بخيط الأمل الذي يوفره ماروتا ومشروعه القائم على الحلول الذكية والاستدامة.
باتزا إنتر ليست مجرد كلمات، بل هي واقع يعيشه النادي وجماهيره في كل لحظة، بين قمة المجد وقاع الأزمات، بين اليأس والأمل، في حلقة لا تنتهي من الجنون الذي لا يفهمه إلا من عاشوه.