2025-10-21 05:24:53
شكّل مستوى التحكيم أحد أبرز الجوانب المثيرة للجدل خلال منافسات كأس العالم 2022 في قطر، حيث توالت انتقادات اللاعبين والمدربين لأداء الحكام في العديد من المباريات الحاسمة. وصلت هذه الانتقادات إلى حد اتهام بعض الحكام بالمحاباة وتباين المعايير التحكيمية، مما أثار تساؤلات حول نزاهة وموضوعية القرارات التحكيمية في البطولة.
واجه الحكم الإسباني ماتيو لاهوز موجة انتقادات حادة بعد إدارته لمباراة الأرجنتين وهولندا في ربع النهائي، حيث منح 16 بطاقة صفراء وحمراء ليعادل رقماً قياسياً سلبياً في تاريخ كأس العالم. وصف ليونيل ميسي أداء لاهوز بأنه “غير مقبول”، بينما وصفه حارس المرمى إيمليانو مارتينيز بأنه “عديم الفائدة”. وقد استجاب الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) لهذه الانتقادات باستبعاد لاهوز من إدارة أي مباريات أخرى في البطولة.
كما أثار الحكم الأرجنتيني فاكوندو تيو جدلاً كبيراً بعد إدارته لمباراة البرتغال والمغرب، حيث انتقده اللاعبون البرتغاليون بشدة. اتهم بيبي، قائد المنتخب البرتغالي، الحكم بالتعصب وذكر أن اختيار حكم من جنسية دولة لا تزال في المنافسة يعد أمراً غير مقبول. وقد تم أيضاً استبعاد هذا الحكم من البطولة.
وفي المباراة الأخرى، انتقد اللاعبون الإنجليز أداء الحكم البرازيلي ويلتون سامبايو في مواجهة فرنسا، حيث اعتبروا أنه لم يحسب ركلة جزاء واضحة لصالحهم. رغم هذه الانتقادات، بقي الحكم البرازيلي في البطولة واحتمال إدارته للمباراة النهائية.
من وجهة نظر تحليلية، يرى خبراء التحكيم أن أداء الحكام في الأدوار الإقصائية كان “بين المتوسط والمقبول”، مشيرين إلى أن الضغوط الهائلة التي يواجهها الحكام في هذه المباريات الحاسمة تؤثر على أدائهم. كما أن استخدام تقنية الفار (VAR) لم يمنع полностью من وقوع الأخطاء التحكيمية، مما يؤكد أن التحكيم يبقى عملاً بشرياً قابل للخطأ.
بدأت البطولة بـ36 حكماً رئيسياً، ولم يتبق سوى 12 حكماً للمراحل النهائية، مما يعكس المعايير الصارمة التي يطبقها الاتحاد الدولي لكرة القدم في تقييم أداء الحكام. ورغم كل الانتقادات، تبقى الجهود مستمرة لتحسين جودة التحكيم وضمان نزاهة المنافسات في أكبر torneos كرة القدم في العالم.
