2025-08-22 02:57:34
كشف المهاجم الفرنسي السابق نيكولاس أنيلكا عن تفاصيل صادمة لتجربته القصيرة مع نادي ريال مدريد، واصفاً إياها بـ”الكابوس” منذ اليوم الأول. جاءت هذه الاعترافات ضمن وثائقي جديد تعرضه منصة نتفليكس، حيث تطرق أنيلكا إلى الصعوبات التي واجهها على المستويين الشخصي والرياضي خلال موسمه الوحيد مع النادي الملكي.
وصل أنيلكا إلى ريال مدريد قادماً من أرسنال الإنجليزي في صيف 1999، في صفقة بلغت قيمتها نحو 30 مليون دولار، وسط توقعات كبيرة من الجماهير والإدارة. لكن المفاجأة كانت في استقبال زملائه له داخل غرفة الملابس، حيث كشف أنيلكا عن موقف غريب تعرض له في أول أيامه: “بعد الندوة الصحفية، دخلت الغرفة واخترت مقعداً، لكن اللاعبين طلبوا مني الانتقال مراراً لأن المقاعد محجوزة لهم. غيرت مكاني 20 مرة تقريباً، وتساءلت: ماذا أفعل هنا؟ كانت بداية الكابوس”.
لم تكن المشاكل داخل الفريق هي التحدي الوحيد الذي واجهه أنيلكا، بل عانى أيضاً من ضغط إعلامي غير مسبوق في مدريد. وقال في هذا الصدد: “وسائل الإعلام كانت تراقب كل تحركاتي. لم أستطع الخروج أو شراء أي شيء دون أن يصبح خبراً. كنت في العشرين من عمري، ولم أكن جاهزاً لهذا النوع من الضغوط”. وأضاف أن طبيعته الانطوائية زادت من صعوبة التأقلم، حيث لم تكن الصحافة إلى جانبه، خاصة بعد فشله في التسجيل لعدة أشهر.
وتصاعدت الأزمة عندما بدأ أنيلكا يطالب بتفسيرات لاستبعاده المتكرر من التشكيلة الأساسية، مما أدى إلى دخوله في صراع مع الإدارة. ووصل الأمر إلى حد إضرابه عن التدريبات، فرد النادي بفرض عقوبة قاسية شملت الاستبعاد لأسابيع وغرامة مالية كبيرة. وبعد اعتذاره، عاد إلى الفريق، لكنه واجه موقفاً صعباً من زملائه: “بعض اللاعبين تعمدوا استهدافي في التدريبات”.
على الرغم من تتويجه بدوري أبطال أوروبا مع الفريق، إلا أن أنيلكا لم ينجح في ترك بصمة قوية، حيث سجل 7 أهداف فقط في 32 مباراة. وعن هذه التجربة قال: “كنت أتمنى المساهمة أكثر، لكنني لم أحصل على الفرصة. ربما كنت صغيراً على فهم التضحيات المطلوبة للنجاح في نادٍ مثل ريال مدريد”.
كما تطرق أنيلكا في الوثائقي إلى حادثة استبعاده من منتخب فرنسا في كأس العالم 2010، مؤكداً أنه لم يقل العبارات التي نُسبت إليه وأدت إلى إقصائه. وأوضح أن زملاءه في المنتخب تضامنوا معه ودخلوا في إضراب احتجاجاً على القرار، مما أثار ضجة كبيرة في ذلك الوقت.
ختاماً، اعترف أنيلكا بأن تجربته مع ريال مدريد لم تكن ناجحة، لكنه تعلم منها دروساً مهمة، خاصة فيما يتعلق بضغوط النجومية في كرة القدم الحديثة.
