2025-10-23 05:01:55
في مفاجأة من العيار الثقيل، تمكن نيس من إسقاط باريس سان جيرمان العملاق الفرنسي بنتيجة 3-1 في ملعب حديقة الأمراء، محطماً بذلك حلم الفريق الباريسي في إكمال موسم الدوري الفرنسي دون أي هزيمة. هذه المباراة التي جرت يوم الجمعة الماضي، شهدت أداءً استثنائياً من الفريق الضيف الذي عزز موقعه في السباق نحو التأهل لدوري أبطال أوروبا.
سيطر باريس سان جيرمان، الذي كان قد حسم لقب الدوري الفرنسي مسبقاً هذا الشهر، على مجريات اللعب منذ الصافرة الأولى، حيث بلغت نسبة استحواذه على الكرة 75%، وتمكن من صنع ضعف فرص التسجيل مقارنة بمنافسه. إلا أن سوء إنهاء الهجمات والأداء المتميز لحارس مرمى نيس مارسين بولكا، حال دون تحويل هذه السيطرة إلى أهداف حاسمة.
المفارقة كانت أن نيس، رغم قلة فرصه، استطاع أن يكون أكثر فاعلية في منطقة الجزاء. جاء الهدف الأول في الدقيقة 35 عن طريق مورجان سونسون الذي سجل بتسديدة مباشرة رائعة بعد تمريرة دقيقة من بدر الدين بوعناني. وكانت هذه أول مشاركة لسونسون كأساسي هذا الموسم، مما يجعل تسجيله لهذا الهدف أكثر تميزاً.
لم يدم تقدم نيس طويلاً، حيث تمكن فابيان رويز من تسجيل هدف التعادل لباريس سان جيرمان بعد ست دقائق فقط بتسديدة قوية من مسافة قريبة. لكن أي أمل في عودة الفريق الباريسي للسيطرة على المباراة تبدد سريعاً بعد 22 ثانية فقط من بداية الشوط الثاني، عندما سجل سونسون هدفه الثاني في المباراة بتسديدة أخرى من مسافة قريبة.
في الدقيقة 70، جاء الهدف الثالث لنيـس عن طريق يوسف ندايشيميي الذي سجل برأسه من ركلة حرة مدروسة، ليكون هذا ثالث تسديدة فقط على مرمى باريس سان جيرمان حتى تلك اللحظة، لكنها كانت كافية لتضع النتيجة خارج متناول الباريسيين.
برز حارس مرمى نيس مارسين بولكا كبطل المباراة الحقيقي، حيث قدم عرضاً متميزاً بين القائمين. في الدقائق الأخيرة من المباراة، وتحديداً في الوقت البدل الضائع البالغ 7 دقائق، تمكن من التصدي لتسدية قوية من جونسالو راموس، ثم أعقبها بتصدٍ رائع آخر لتسديدة فيتينيا من على حافة منطقة الجزاء، وكان يحتفل بكل تصد بصيحات عالية تعكس روحه المعنوية العالية.
هذه الهزيمة، رغم أنها لا تؤثر على مركز باريس سان جيرمان المتصدر برصيد 78 نقطة، إلا أنها تمثل ضربة معنوية للفريق قبل مواجهة الحاسمة خارج أرضه أمام أرسنال الإنجليزي في ذهاب الدور قبل النهائي لدوري أبطال أوروبا يوم الثلاثاء المقبل. من جهة أخرى، تقدم نيس إلى المركز الرابع برصيد 54 نقطة، ليعزز آماله في التأهل للمسابقة القارية للموسم المقبل.
هذه المباراة أثبتت مرة أخرى أن كرة القدم لا تعترف بالإحصائيات والأرقام فقط، فما يحدث داخل منطقة الجزاء هو الذي يحدد النتيجة في النهاية. لقد قدم نيس درساً في الكفاءة والفعّالية، بينما سيخرج باريس سان جيرمان بدرس قاسٍ حول ضرورة تحويل السيطرة إلى أهداف حاسمة، خاصة مع اقتراب المواجهات الأوروبية الحاسمة.