2025-10-15 04:42:06
اندلعت حرب إعلامية غير مسبوقة بين قطبي الكرة الإسبانية، ريال مدريد وبرشلونة، مما أدى إلى انهيار أي أمل في عودة العلاقات الودية بينهما في المستقبل المنظور. جاءت الشرارة الأولى من تصريحات رئيس برشلونة، خوان لابورتا، الذي اتهم النادي الملكي بأنه “الفريق المفضل للسلطة” على مدى العقود السبعة الماضية، مشيراً إلى أن مسؤولي ريال مدريد كانوا دائماً جزءاً من لجان التحكيم. كما وصف لابورتا الدعاوى القانونية التي يرفعها ريال مدريد ضد برشلونة بأنها “مثيرة للسخرية”، معتبراً أن الفريق الملكي ظل دائماً المستفيد الأكبر من قرارات الحكام.
لم ينتظر ريال مدريد طويلاً للرد، حيث بث عبر قنواته الرسمية فيديواً وصف فيه اتهامات لابورتا بأنها “أكاذيب”، معيداً فتح ملف العلاقة التاريخية بين برشلونة ونظام فرانشيسكو فرانكو. وأشار الفيديو إلى أن فرانكو منح برشلونة ثلاث ميداليات شرفية، بل وعُيِّن عضواً فخرياً في النادي عام 1965. كما ذكر الرد أن الديكتاتور افتتح ملعب الكامب نو بنفسه، وأنه أنقذ النادي الكتالوني من الإفلاس ثلاث مرات. وأضاف البيان أنه خلال حكم فرانكو، فاز برشلونة بـ8 ألقاب دوري و9 كؤوس ملك، بينما عانى ريال مدريد من جفاف الألقاب لمدة 15 عاماً.
وتكشف هذه التبادلات الإعلامية الحادة أن كلا الطرفين لم يعودا يهتمان بالدبلوماسية أو ضبط النفس، بل إنهما يدخلان في معركة مفتوحة قد تطول آثارها. وتشير تقارير إعلامية إلى أن ريال مدريد لن يتسامح مع أي محاولة لتشويه سمعته أو تاريخه، مما يعني أن هذه المواجهة قد تتطور إلى ما هو أبعد من الحرب الكلامية.
أما بالنسبة لقضية “نيغريرا” التي أشعلت الأزمة، فهي تتعلق بدفع برشلونة مبالغ مالية疑似ة لنائب رئيس لجنة التحكيم السابق، خوسيه ماريا إنريكيز نيغريرا، مقابل تقديم استشارات شفوية حول القضايا التحكيمية. وتشير الوثائق القضائية إلى أن النادي الكتالوني دفع أكثر من 7 ملايين يورو بين عامي 1994 و2018، في صفقة描述ها الادعاء بأنها “اتفاقية سرية للغاية” تهدف إلى الحصول على أفضلية في قرارات الحكام.
يبدو أن هذه الأزمة قد دفنَت أي أمل في مصالحة بين العملاقين، حيث أصبحت اللغة العدائية هي السائدة، والأرشيف التاريخي سلاحاً مشهراً في معركة لا تبدو لها نهاية قريبة.
