2025-09-03 01:32:20
في إطار الحملة الواسعة التي تشنها الصين لمكافحة الفساد في قطاع كرة القدم المحلي، أصدرت محكمتان صينيتان اليوم الأربعاء أحكاماً بسجن مسؤولين سابقين في الاتحاد الصيني لكرة القدم بتهم فساد مالي واستغلال المنصب.
تفاصيل الأحكام القضائية
حكمت محكمة في مقاطعة هوبي وسط الصين على “ليو يي” الأمين العام السابق للاتحاد الصيني لكرة القدم بالسجن 11 عاماً مع غرامة مالية قدرها 3.6 ملايين يوان (497 ألف دولار) بعد إدانته بتهم تلقي رشاوى. وفي القضية ذاتها، حكمت محكمة أخرى في المقاطعة نفسها على “تان هاي” الرئيس السابق لمكتب إدارة الحكام بالسجن 6.5 سنوات مع غرامة 200 ألف يوان (27 ألف دولار).
وجاء في حيثيات الحكم أن “جميع الأموال والممتلكات التي حصل عليها المتهمان بشكل غير قانوني سيتم مصادرتها لصالح خزينة الدولة وفقاً للقوانين الصينية”.
حملة متواصلة ضد الفساد الرياضي
هذه الأحكام تأتي ضمن سلسلة إجراءات قضائية طالت مؤخراً عدداً من كبار المسؤولين في الاتحاد الصيني لكرة القدم. ففي اليوم السابق، حكم على “تشي جون” الرئيس السابق للتخطيط الاستراتيجي في الاتحاد بالسجن 7 سنوات مع غرامة 600 ألف يوان (82 ألف دولار) في قضية رشوة مماثلة.
وتأتي هذه الإجراءات في سياق الحملة الشاملة التي يقودها الرئيس الصيني “شي جين بينغ” ضد الفساد في مختلف القطاعات، مع تركيز خاص على المجال الرياضي وخاصة كرة القدم التي تشهد اهتماماً رسمياً كبيراً.
خلفية سياسية ورياضية
منذ أواخر 2022، كثفت الصين جهودها لتنظيف قطاع كرة القدم من الفساد كجزء من خطة أوسع لإصلاح الرياضة الصينية. وكانت المحاكم قد أصدرت في مارس الماضي حكماً بالسجن المؤبد على “شويوان تشن” الرئيس السابق للاتحاد الصيني لكرة القدم بعد إدانته بقبول رشاوى تقدر بـ10 ملايين يورو.
كما اعترف “لي تاي” المدرب السابق للمنتخب الوطني ولاعب الوسط السابق في نادي إيفرتون الإنجليزي بالذنب في قضية رشوة بلغت 9.7 ملايين يورو وتورطه في التلاعب بنتائج المباريات.
طموحات صينية متعثرة
يذكر أن الرئيس شي الذي يُعرف بإعجابه بكرة القدم، يطمح لأن تستضيف الصين كأس العالم وأن يفوز المنتخب الوطني بالبطولة يوماً ما. إلا أن الأداء المتواضع للمنتخب الصيني – الذي يحتل حالياً المركز 90 في تصنيف الفيفا – يشكل تحدياً كبيراً أمام هذه الطموحات.
ردود فعل متباينة
بينما يؤيد البعض هذه الحملة باعتبارها خطوة ضرورية لتعزيز الشفافية والحوكمة الرشيدة، يرى مراقبون أنها قد تكون وسيلة للسلطة للتصفية السياسية تحت غطاء مكافحة الفساد.
وتواصل الصين تعزيز إجراءاتها القضائية في هذا الملف، في مؤشر على عزم القيادة الصينية المضي قدماً في تطهير القطاع الرياضي رغم التحديات الكبيرة التي تواجه تطوير كرة القدم الصينية على المستوى التنافسي الدولي.
