2025-10-21 04:24:27
أثارت اللوائح الجديدة التي أقرها الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بشأن وكلاء اللاعبين ردود فعل متباينة، حيث وجه وكيل اللاعبين الألماني رالف بوكستيدت انتقادات حادة لهذه اللوائح، معتبراً أنها تستهدف تقييد عمل الوكلاء وتهميش دورهم. وجاءت تصريحات بوكستيدت لمجلة “كيكر شبورتس” لتكشف عن استياء قطاع واسع من الوكلاء من هذه الإجراءات التي دخلت حيز التنفيذ مطلع يناير الماضي.
وأكد بوكستيدت أن الوكلاء تم استبعادهم من عملية صياغة هذه اللوائح منذ البداية، مما يثير تساؤلات حول شفافية عملية وضع هذه القواعد. وتشمل اللوائح الجديدة اشتراط حصول الوكلاء على ترخيص رسمي، وحظر التمثيل المتعدد، ووضع سقف لعمولات الوكلاء، بهدف تحقيق مزيد من العدالة والشفافية في عمليات انتقال اللاعبين.
من جهة أخرى، تشير التقارير إلى أن فيفا يسعى من خلال هذه الإجراءات إلى معالجة بعض الاختلالات في نظام انتقال اللاعبين، لاسيما مع ارتفاع العمولات التي يتقاضاها الوكلاء وتعدد القواعد المنظمة للتحويلات. كما تهدف اللوائح إلى حماية حقوق اللاعبين الشباب ومنع التجاوزات في التعاقد معهم.
وتضمنت اللوائح إنشاء غرفة خاصة لتسوية منازعات الوكلاء على المستوى الدولي، وتحديد نسب محددة للعمولات، حيث تبلغ 3% للصفقات التي تتجاوز قيمتها 200 ألف دولار، و5% للصفقات الأقل من هذا المبلغ. كما أنشأ فيفا بنكاً خاصاً مقره فرنسا للإشراف على عمليات التحويل المالي وضمان شفافية المعاملات.
ورغم هذه الأهداف المعلنة، إلا أن الوكلاء يعتبرون أن هذه الإجراءات تقيد عملهم وتحد من دخولهم، كما يتخوفون من تأثيرها على سوق الانتقالات. ويبدو أن المعركة القانونية في هذا الشأن لن تنتهي قريباً، خاصة بعد أن رفع بعض الوكلاء دعاوى قضائية ضد هذه اللوائح، كما هو الحال مع بوكستيدت وزميله الألماني روجر ويتمان.
يذكر أن فيفا بدأ تنظيم عمليات انتقال اللاعبين منذ عام 1992، وشهدت هذه العملية تطورات متعددة على مر السنوات. وتأتي اللوائح الجديدة كمحاولة لإعادة تنظيم هذا القطاع الحيوي في عالم كرة القدم، لكنها تواجه معارضة قوية من الوكلاء الذين يشكلون حلقة مهمة في هذه المعادلة.
