2025-10-21 04:31:27
يمثل انتقال فيليبي كوتينيو من ليفربول إلى برشلونة مقابل 160 مليون يورو مثالاً صارخاً على فشل إنتر ميلان المتكرر في تقدير قيمة مواهبه أو الاحتفاظ بأفضل لاعبيه. هذه الحالة ليست معزولة، بل هي جزء من نمط متكرر في سياسة النادي الإيطالي الذي فقد بعضاً من أعظم المواهب العالمية بأسعار زهيدة.
قبل خمس سنوات فقط، انتقل كوتينيو من إنتر ميلان إلى ليفربول مقابل 13 مليون يورو فقط، ليباع لاحقاً بأكثر من عشرة أضعاف هذه القيمة. انضم اللاعب البرازيلي الدولي إلى إنتر ميلان من فاسكو دي غاما عام 2008 عندما كان في الخامسة عشرة من عمره، وأمضى أربع سنوات ونصف في النادي، تنقل خلالها بين فاسكو دي غاما وإسبانيول على سبيل الإعارة، قبل أن يبيعه الإنتر أخيراً لليفربول عام 2013 مقابل مبلغ ضئيل لا يعكس قيمته الحقيقية.
لكن كوتينيو ليس الضحية الوحيدة لسياسة الإنتر الخاطئة. فقد تخلى النادي عن مجموعة من النجوم العالميين الذين أصبحوا لاحقاً من أعظم اللاعبين في تاريخ كرة القدم. أندريا بيرلو، الساحر الإيطالي، انضم إلى الإنتر موسم 1998-1999، ثم انتقل إلى ميلان عام 2001 مقابل 18 مليون يورو، حيث أمضى عشر سنوات حقق خلالها تسعة ألقاب بما فيها بطولتي دوري أبطال أوروبا.
كما فقد الإنتر المدافع البرازيلي الأسطوري روبرتو كارلوس، الذي انتقل إلى ريال مدريد مقابل ثلاثة ملايين يورو فقط في موسم 1996-1997، ليصبح أحد أفضل الظهير الأيسر في تاريخ كرة القدم. وكذلك الحال مع الهولندي دينس بيركامب، الهداف التاريخي الذي انتقل إلى أرسنال عام 1995 مقابل 11 مليون يورو، واستمر مع النادي الإنجليزي 11 عاماً حقق خلالها عشرة ألقاب.
وحتى البرازيلي رونالدو، الظاهرة التي كانت أيقونة كرة القدم العالمية، تخلى عنه الإنتر عام 2002 لصالح ريال مدريد مقابل 45 مليون يورو، بعدما كان اشتراه من برشلونة بـ28 مليوناً عام 1998. والمفارقة أن صفقة انتقال رونالدو إلى الملكي كانت أقل بمليون يورو من صفقة انتقال ريو فرديناند إلى مانشستر يونايتد في نفس العام.
هذه الأمثلة تؤكد أن مشكلة إنتر ميلان ليست في عدم قدرته على اكتشاف المواهب، بل في فشله المتكرر في تقدير قيمتها الحقيقية والاحتفاظ بها. سياسة البيع المتسرع والاستغلال غير الأمثل للمواهب الشبابية كلفت النادي الإيطالي خسارة بعض من أعظم اللاعبين الذين شكلوا تاريخ كرة القدم العالمية.